بسم الله الرحمان الرحيم
سورة الكهف من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت ب (الحمدلله) (الفاتحة الأنعام الكهف سبأ فاطر) وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هيأهل الكهف صاحب الجنتين موسى عليه السلام والخضر وذوالقرنين.
والأحاديث في فضلها كثيرة.
وقصص سورة الكهف الأربعة يربطهامحور واحد وهو
أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة:
1- فتنة الدين (قصة أهل الكهف)
2- فتنة المال (صاحب الجنتين)
3- فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر)
4- فتنة السلطة (ذوالقرنين)
وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هوالشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدواإلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّهأفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوّبئس للظّالمين بدلا) آية 50
وفي وسط السورة أيضا. ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال
لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس به وكان علية الصلاةوالسلام يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال
وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن
ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:
1- فتنة الدين:
قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة (واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا ولا تطعمن أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحقّ من رّبّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر إنّا أعتدنا للظّالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب وساءت مرتفقا) آية 28 – 29.
فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكرالآخرة.
2 -فتنة المال:قصةصاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله
وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة
(واضرب لهم مّثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماءفاختلط به نبات الأرض
فأصبح هشيما تذروه الرّياح وكان اللّه على كلّ شيء مّقتدرا *
المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات خير عند ربّك ثوابا وخير أملا)آية 45 و46
والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكرالآخرة
3- فتنة العلم :
قصة موسى عليه السلام مع الخضر وكان موسى عليه السلام
ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه
فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على مافعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة
في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط وتأتي آيةالعصمة من هذه الفتنة
(قال ستجدني إن شاء اللّه صابرا ولا أعصي لك أمرا)آية 69.
والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغروربالعلم
4 -فتنةالسلطة:
قصة ذو القرنين الذي كان ملكا عادلا يمتلك العلم وينتقل منمشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل
لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم
وما زال السدّقائما إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة
(قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا * الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا
وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا) آية 103 و104.
فالعصمة من فتنة السلطةهي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة
ختام السورة:
العصمة من الفتن:
آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة
(قل إنّما أنا بشر مّثلكم يوحى إليّ أنّماإلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه
فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا )آية 110
فعلينا أن نعمل عملا صالحا صحيحا ومخلصا لله حتى يقبل
والنجاة من الفتن إنتظارلقاء الله تعالى