العلاقة بين اكتئاب ما بعد الولادة والخلل في وظيفة الغدة الدرقية

حالة الاكتئاب فيما بعد الولادة تعتبر من الآثار الجانبية المختلفة التي تنتج عن الحمل والولادة، وهو ما يوجب على المرأة توجيه اهتمام وعناية خاصة بها، نظراً لخطورته، حيث إن المرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة قد تلجأ أحيانا إلى الانتحار. ويقول الخبراء إن هذا النوع من الاكتئاب قد يحتاج إلى اختبار وظائف الغدة الدرقية أولاً، كما ينصحون بإجراء فحص الغدة الدرقية للمرأة الحامل أيضاً. إذن لماذا ينصحون بذلك؟ وما هي العلاقة بين اكتئاب ما بعد الولادة ونشاط الغدة الدرقية؟
المرأة الحامل لا يمكنها أن تتخلص من الإجهاد الجسماني والنفسي القوي الناتج عن حمل الجنين لمدة 9 شهور، وتحمل آلام وأوجاع الولادة الشديدة. وعلاوة على ذلك التعرض للتغيرات الجسمانية بعد الولادة، والتي تعد من العوامل الأساسية التي تسبب اكتئاب ما بعد الولادة. وفي أغلب الحالات يختفي اكتئاب ما بعد الولادة في غضون شهرين أو ثلاثة شهور بشكل طبيعي، ولكن في بعض الأحيان لا يختفي حتى بعد مرور تلك الفترة، بل يتطور حتى يكون مرضاً مزمنا. وينصح الخبراء في تلك الحالة بأن نفحص وظائف الغدة الدرقية عند المرأة، حيث تظهر اعراض الخلل في وظيفة الغدة الدرقية لدى معظم النساء لفترة مؤقتة بعد الولادة حتى وإن لم يكن يعانين من أية مشكلة صحية. أما المرأة التي قد كانت قد عانت من مشكلة في وظيفة الغدة الدرقية في الماضي أو عندها أجسام مضادة مرتفعة للغدة الدرقية، فقد تصاب بقصور أو بإفراط في نشاط الغدة الدرقية فيما بعد، ولذلك من الضروري أن تجري فحصاً على وظائف الغدة الدرقية بعد الولادة.
إذن ما العلاقة بين الاكتئاب وخلل وظيفة الغدة الدرقية؟ في الحقيقة لم يثبت السبب الرئيسي لاكتئاب ما بعد الولادة بعد، لكن الأطباء يرون أن التغيرات الهرمونية الحادة والإجهاد المتعلق بالولادة والتربية والإرهاق الجسماني وغير ذلك من الضغوط القوية، كلها تسهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. ولكن من بين تلك العوامل، قد تعد التغيرات الهرمونية أكثر العوامل تأثيرا وتسبباً في الاكتئاب، حيث تتفاعل هرمونات الغدة الدرقية مع هرمونات التناسل، بما فيها هرمون الإستروجين، علماً بأن حدوث خلل في الغدة الدرقية قد يؤدي إلى انخفاض خصوبة الإناث واضطربات في الإباضة، ولذلك إذا وقعت مشكلة في وظيقة الغدة الدرقية لدى المرأة فقد يتطور اكتئاب ما بعد الولادة أيضاً تطوراً كبيرا حتى يصبح مرضاً نفسياً خطيراً.
ولذلك إذا اشتكت المرأة من التدهور العاطفي وعدم الطاقة ونقصان الرغبة، إلى جانب جفاف الجلد وتساقط الشعر وغير ذلك من التغيرات الجسمانية، يتوجب عليها اللجوء إلى طبيب أمراض باطنية وإجراء فحص على مستوى هرمونات الغدة الدرقية. وإذا كانت قد تعرضت إلى اكتئاب ما بعد الولادة في الماضي، فمن المرجح أن تكون عرضة له مرة أخرى في الولادة الثانية، ولذا من المهم جداً أن تلجأ إلى علاج مناسب وفوري، بدءاً من نقطة وقوع الاكتئاب، حتى تتخلص منه في أسرع وقت ممكن.

بارك الله فيك

» العلاقة بين درجة حرارة الجسم والجهاز المناعي