اكتب في الرعاية الصحية في السجون من حيث أغراضها لأساليبها؟ (سؤال امتحان 4)
اكتب في الرعاية الصحية في السجون من حيث أغراضها لأساليبها؟ (سؤال امتحان 4)
الهدف الأساسى للرعاية الصحية –كأحد أساليب المعاملة العقابية – هو تهذيب المحكوم عليهم وتأهيلهم. ويتفرع عن هذا الهدف عدة أغراض نجملها فيما يلى:
أ) أكدت أبحاث علم الإجرام وجود علاقة بين المرض والجريمة ، فقد يكون المرض- بالنسبة لبعض المحكوم عليهم-أحد عوامل اقدامهم على اقتراف الجريمة . ومن ثم يحقق علاجهم وشفائهم من مثل تلك الأمراض .وكلما كانت أجساد المحكوم عليهم معافة من الأمراض بفضل الرعاية الصحية كلما باعد ذلك بينهم وبين انتهاج السلوك الاجرامى .
ب) أن سلب الحرية وما يسبقه من اجراءات تترك أثرا على نفسية المحكوم عليه. وتكفل الرعاية الصحية ازالة تلك الآثار الضارة أو في القليل التخفيف من حدتها.
ج- ان الاهتمام بالرعاية الصحية يؤدى من ناحية إلى احتفاظ النزلاء بصحة جيدة تسهم في نجاح الأساليب العقابية الأخرى وبصفة خاصة العمل العقابى . ومن ناحية أخرى يجنب المجتمع انتشار الأمراض والأوبئة.
المطلب الثانى
أساليب الرعاية الصحية
أولا :الأساليب الوقائية
تتمثل في مجموعة الاحتياطات والشروط التى يتعين توافرها في المؤسسة العقابية وفي المأكل والملبس الذى يقدم للنزيل ،إلى جانب الاهتمام بنظافته الشخصية واتاحة ممارسته للأنشطة الرياضية والترفيهية .
أ- المؤسسة العقابية
يتعين ان يتوافر في جميع أجنحة المؤسسة العقابية الشروط الصحية . فيلزم أن تكون الأماكن المخصصة للنوم ذات مساحة معقولة بالنسبة لعدد النزلاء مزود بالأغطية التىتتناسب مع فصول السنة .
أما الماكن المخصصة للعمل او الأكل او الترفيه او الألعاب فيجب أن تكون هى الأخرى واسعة ،وبها نوافذ كبيرة تسمح بدخول كمية كافية من الاضاءة والتهوية .
ب- المأكل:
يلزم أن تكون كمية الغذاء متناسبة مع سن المحكوم عليه وحالته الصحية ،وان تكون قيمته الغذائية كافية لسلامة جسمه ونموه . وفي جميع الأحوال يجب ان تتنوع وجبات الطعام، فلا تقدم وجبات مكررة لفترات طويلة . ويتعين الاهتمام بالطريقة التى يعد بها الطعام ونظافة المطبخ والقائمين عليه.
ج- الملبس:
يلتزم كل مسجون بارتداء اللباس الخاص بالسجن، ويتعين على الإدارة العقابية ان تراعى في هذا اللباس تناسبه مع درجة الحرارة أو البرودة .
د- النظافة الشخصية:
يجب على الإدارة العقابية توفير الدوات لنظافة النزيل الشخصية ،كما يلتزم هذا الأخير باحترام برنامج نظافته وفق ما تحدده الادارة العقابية. ويقوم النزيل بالاستحمام وقص شعره وحلق لحيته وتنظيف ملابسه على قدرات دورية محددة تتفق وظروف المناخ وطبيعة العمل الذى يقوم به وحالته الصحية.
هـ- الأنشطة الرياضية والترفيهية :
لهذا يكون من الضرورى توفير الأماكن والأدوات اللازمة لهذا الغرض،وأن يتواجد مدرب رياضى لمساعدة النزلاء على ممارسة التمارين الرياضية المناسبة،كما يلزم تخصيص أوقات دورية محددة للقيام بتلك التمرينات أو التنزه الجماعى في الهواء الطلق.
و- الاشراف الطبى
حتى تحقق الوسائل الوقائية غايتها ، يجب ان يتولى الاشراف على تنفيذها الادارة الطبية بالمؤسسة العقابية
ونصت المادة 24 من اللائحة الداخلية للسجون المصرية على ان طبيب السجن مسئول عن الاجراءات الصحية للسجون المصرية على أن طبيب السجن مسئول عن الاجراءات الصحية التى تكفل سلامة صحة المسجونين وعلى الأخص وقايتهم من الأمراض الوبائية ومراقبة صلاحية الأغذية والملابس والمفروشات المخصصة للمسجونين وكفايتها وملاحظة نظافة الورش وعنابر النوم وجميع أمكنة السجن.
ثانيا :الأساليب العلاجية :
تشمل تلك الأساليب فحص المحكوم عليهم وعلاج الأمراض التى ألمت بهم سواء قبل دخول السجن أو أثناء تواجدهم فيه. ويتولى هذه المهمة جهاز فنى مستقل يتألف من طبيب أو أطباء في التخصصات المختلفة ،وهيئة تمريض، بجانب المكان الخاص باستقبال النزلاء المرضى والأجهزة الطبية اللازمة.وتنحصر الأساليب العلاجية التى يتبعها طبيب السجن في أمرين: الفحص والعلاج.
أ- فحص المحكوم عليهم:
وفقا للقاعدتين 24،25 من قواعد الحد الأدنى (اللائحة الداخلية للسجون المصرية ) يجب على طبيب السجن فحص كل محكوم عليه بمجرد دخول السجن ،وكذلك بعد دخوله على فترات دورية كلما اقتضت الضرورة ذلك. وعليه أن يوقع الكشف على المشتبه في اصابتهم بأمراض بدنية وعقلية ،وأن يتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك الأمراض وعزل المصابين منهم بأمراض معدية او وبائية . ويجب عليه كذلك كشف العجز الجسمانى أو العقلى الذى يعوق التأهيل ،وتحديد مدى القدرة البدنية لكل مسجون على العمل.
ب- العلاج:
يغطى العلاج كافة العلل المرضية التى يشكو منها النزيل،أو التى يحتمل أن يكون لها تأثير ضار على صحته، سواء أكانت تلك العلل بدنية أو عقلية أو نفسية ،ولا يتحمل النزيل نفقات العلاج .
* ولقد ثار جدل حول رضاء النزيل المريض بالعلاج،إذ من المعلوم أن قبول المريض بالعلاج شرط ضرورى لتدخل الطبيب.
* ذهب رأى إلى القول بان النزلاء المرضى يجبرون على الخضوع للعلاج دون ان يكون لهم الحق في رفضه، حتى ولو كان المر يتعلق بوسائل طبية حديثة غير مستقرة في الوسط الطبى .
*لكن هذا الرأى يتعارض مع المبادئ المستقرة في علمى العقاب والطب. فمن المتفق عليه أن المحكوم عليه لا يختلف عن غيره من الأشخاص العاديين ،ويتمتع بجميع الحقوق مثلهم- عدا ما يفرضه الجزاء الجنائى- وعلى رأسها الحق في عدم اهدار آدميته وكرامته ،وكذلك أيضا حقه في العلاج.
*ومن المسلم به أيضا في مجال الطب عدم اللجوء إلى الوسائل العلاجية التى مازالت محل تجارب ولم يستقر الرأى عليها بعد في الوسط الطبى ،وعدم التدخل العلاجى إلا بعد أخذ موافقة المريض أو من يقوم مقامه صراحة على ذلك.
وتطبيق المبادئ السابقة على علاج النزلاء المرضى يقتضى منا أن نميز أولا بين العلاج كصورة من صور الجزاء الجنائى،والعلاج كوسيلة من وسائل المعاملة العقابية . ففى الحالة الأولى لا مفر من التسليم بضرورة خضوع المريض النزيل للعلاج جبرا عنه دون انتظار لموافقته او اعتداد برفضه،لأن الأمر يتعلق بجزاء جنائى. وهذا هو الحال في بعض الدول بالنسبة لطائفة الأمراض التى تعتبر عاملا اجراميا، كما هو الشأن بالنسبة لمدمنى الخمر أو المخدرات.
*اما حيث يكون العلاج وسيلة من وسائل المعاملة العقابية ،فإن رضاء النزيل به أمر ضرورى ،سواء تعلق الأمر بعلاج الأمراض البدنية أو العقلية أو النفسية وبشرط ألا يؤدى العلاج إلى إهدار كرامته وانسانيته،وان يكون الطب قد استقر على الأسلوب المتبع في العلاج. وعلى هذا نفضل استبعاد أساليب التدخل الجراحى التى لا تتقف والمبادئ السابقة مهما كانت جدواها في علاج المحكوم عليهم وتأهيلهم طالما انها تتخذ في إطار المعاملة العقابية.
* فلا نوافق على علاج المجرمين الشواذ أو معتادى الإجرام عن طريق استخدام العقاقير المخدرة او الجراحة النفسية او الصدمات الكهربائية ،لأن هذه الوسائل لم يستقر عليها الطب حتى الآن.
انتهت اجابة السؤال.