.في القرآن الكريم ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب،لا لأنها منكرة أو نافرة أو شاذة، لأن القرآن منزّه عن هذا، وانما اللفظة الغريبة هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل،
بحيث لا يتساوى العلم بها أهلها وسائر الناس، فمثال ذلك، كلمة( ضيزى)، قال تعالى/أفرءيتم الّلت والعزّى، ومناة الثالثة الاخرى، ألكم الذكر وله الأنثى، تلك اذا قسمة ضيزى.
انّ كلمة (ضيزى) من أغرب الكلمات في القرآن الكريم، ومع ذلك اذا تأملت سياقها وجدت جمالا وروعة في وضع هذه اللفظة بالذات في هذا الموضع،
فالكلمة مشتقة من الضيز وهو الجور والاعوجاج، - ضاز في المحكم أي جار و ضازه حقّه يضيزه ضيزا نقصه وبخسه ومنعه، وضزت فلانا أضيزه ضيزا، جرت عليه وضاز يضيز اذا جار،
وقد يهمز فيقال ضأزه يضأزه ضأزا، وفي التنزيل العزيز*تلك اذا قسمة ضيزى* وقسمة ضيزى، و ضوزى أي، جائرة ، والضيز الاعوجاج،
ان الكلمة وردت في سياق الانكار على المشركين في اشراكهم بالله تعالى، وجعلهم البنات لله ، وادعائهم الذكور لأنفسهم- تعالى الله عما يصفون- فما أغرب هذه القسمة وما أظلمها، فلفظ( ضيزى)
بغرابته يناسب هذه القسمة، ويصور بايقاعه وجرسه الانكار عليهم، هذا فضلا عن تناسب هذه الكلمة مع بقية فواصل السورة، ك/ يغشى، طغى، الكبرى، العزّى، الأخرى، الأنثى ..الخ،
فهذه دقة معجزة في اختيار هذا اللفظ في هذا الموضع،
ثم أن كثير من العلماء قد صنف في غريب القرآن ،ومن هذه الألفاظ ،
استبرق، ومعناها/الحرير الفيق الحسن،
مدهامتان، / خضروان تضرب خضرتهما الى السواد من شدة الري والنعمة،
فاقرة/ الداهية التي تكسر فقار الظهر،
الناقور/الصور الذي ينفخ فيه يوم القيامة،
السجيل/ الطين المتحجر
عسعس/ بمعنى أقبل بظلامه، وبمعنى أدبر كذلك، فهو من الأضداد،
..ولذلك فانّ غريب القرآن ليس معناه الألفاظ الموغلة في الابهام، ولكن غريبه المعنى العميق الذي يحتاج الى فهم دقيق،
وصلّى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،
=ربّنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا