بسم الله الرحمن الرحيم
الصحبة
إنّ لتربية الأبناء التربية الصحيحة السليمة المبنية على المبادئ والأخلاق
لهي المهمة الشاقة في حياة كل أب وأم حريصين على مستقبل أبنائهما.
وإنها الوسيلة لبلوغ الهدف والغاية النهائية ألا وهي عبادة الله عز وجل قبل وبعد كل شيئ.
الموضوع شائك وذو أهمية بالغة لذا أحببت أن أطرحه آملا من الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات
المشاركة في بلورة أسلوب بسيط عملي من واقعنا الحياتي
وليس نظريا مبنيا على فرضيات من وحي الخيال والتمنيات.
الكل يدلي بدلوه في تجربة خاصة حياتية مر بها أو عايشها
حتى نجد الأسلوب السليم للبلوغ بالناشئة إلى الرفعة والسمو البشري
لأن فلذات أكبادنا أمانة أودعها الله بين أيدينا.
وها أنا أبدأ بنفسي مبديا هذا الرأي المتواضع
كلنا نعرف أن ّمراحل التربية ثلاث (الملاعبة، التربية، الصحبة)
فبعد مرحلتي الملاعبة والتربية نأتي إلى مرحلة المصاحبة
ومن هنا أبدأ
الصحبة مؤخوذة من كلمة صاحب أي مالك الشيئ أي أنّ هذا الذي يصاحب يكون مالكا للوسيلة التي بها يستطيع بلوغ الهدف الذي يريد.
1. أن نجعل منه الصاحب الملازم في القول والفعل.
2. أن نتخذه الرفيق الذي يشاركني أفكاري وأشاركه أحلامه مع تحمل النقد وحسن الإستماع
لأنه في هذه السن يتكلم أكثر مما يسمع فنكون على النقيض من ذلك
ونسمع أكثر مما نتكلم فهي مرحلة اكتشاف فضاءات و حلقات أوسع وأكبر
ويرفض صيغة الأمر والنهي(إفعل،لا تفعل).
3. أن نضعه في ( أشكالية ما) مدروسة النتائج حسب قدراته والمراقبة عن بعد مع
إبداء النصح والتوجيه في حدود ضيقة ومضاعفة التشجيع بدل النقد.
4. التكليف التدريجي والموازنة بين القدرات المكتسبة في المراحل السابقة
والأهداف المراد تحقيقها من التكليف حتى يكون أقدر على
التفاعل وأقدر على التفكير في الشيئ المكلف به مع التقليل من التدخلات
حتى نشعره أنه ذو رأي صائب وقرار موزون وأنّه الرقم الذي يُعتمد عليه.
لقد اخترت هذه المرحلة من عمر الإنسان
لأنها في رأي المتواضع
المرحلة الحساسة لبناء شخصية الفرد الناضج
لتحمل المسؤولية بعد اكتساب الشخصية النفسية في المراحل السابقة منه.