السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله يخلق ما يشاء ويختار, ويصطفي للشرف من شاء من الأخيار ، شرّف رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم على كل البرية ، وجعل ذريته أشرف ذريّة .
أحمد ربي تعالى وأشكره وأثني عليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نتقرب إلى الله تعالى بمحبة رسوله وعترته الطاهرة الزكية صلى الله وسلم وبارك عليهم وعلى الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
المعاكسة في الشوارع وفي الأماكن العامة باتت ظاهرة تستحق الدراسة , فخطورة المعاكسة تنطلق من الكلمات المعسولة التي يُطلقها شبان فارغون متسكّعون يتصيّدون أعراض الناس ، ويستغلون الفتاة التي بطبيعتها ميّالة إلى حب الثناء والاستحسان ، كما قال الشاعر في ذلك :
خدعوها بقولهم حسناءُ***والغواني يغرّهنّ الثّناءُ
والمعاكسة سببها الأساسي : ضعف الوازع الديني والجهل بحرمة المعاكسة وخطورتها , والتقليد الأعمى لما يسمع ويشاهد من الشاب والفتاة , فحينما يسمع الشاب والشابة من الكلمات الساقطة والكلمات التي تتحدث عن الحب والغرام فتتشبع نفسه بها ويحاول محاكاة ما يسمعه ويشاهده, وكذا من أسبابها : الخضوع في القول أو زيادة الكلام من غير حاجة , وتساهل الفتاة في الرد على الهاتف, والرفقة السيئة عن طريق الزملاء أو الزميلات , وكذا عدم ا لإرشاد والتوجيه وعدم التربية الصالحة في البيت , مع وجود الفراغ والمال ووسائل الرفاهية المتنوعة , كما قال الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجِدة **** مفسدة للمرء أي مفسدة
والمعاكسة لها أثرها السيئ على الفرد والمجتمع , فهي تؤدي إلى دمار وشتات للأسر, كما أنه تجر إلى المحرم ولربما يجني صاحبها عقوبته في الدنيا قبل الآخرة , وهي مصدر إزعاج للمسلمين ومصدر قلق لهم ,وتؤدي إلى تشويه لسمعة الشخص وسمعة أهله , وهو لون من ألوان إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد توعد الله هؤلاء بالعقوبة. قال تعالى: \" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) سورة النــور .