بســـم الله الرحــــــمن الرحيــــــــم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
سلام من السلام عليكم
(إنا خلقنا الانسان...﴾() او ﴿إنا نحن نزلنا عليك القرءان تنزيلا﴾() او ﴿نحن خلقناهم وشددنا أسرهم..﴾
المقصود من صيغة الجمع في الآيات المذكورة وشبهها هو الله جلَّ وعلا، والغرض من استعمال صيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو التأكيد على ثبوت مفاد الخبر وصدقيته وان المتكلم لا يشك في وقوعه، وكذلك فإنَّ استعمال صيغة الجمع في مثل هذه الموارد يكون لغرض التعبير عن خطورة الفعل المخبَر عن وقوعه أو ايقاعه أي التعبير عن أهميته أو عظمته وجلالة شأنه.
وذلك في مقابل إرادة المتكلِّم للتعبير عن حقارة الفعل أو عدم أهميته أو تعمُّد توهينه وتحقيره، فحينما يقتل العربي رجلاً ذي شأن أو رجلاً من ذوي الشجاعة والفروسيَّة فإنَّه يقول: قتلنا فلاناً، وأما حينما يكون المقتول رجلاً مغموراً أو حيواناً ضعيفاً فإنَّه يقول قتلتُ: رجلاً وجدتُه يتلصَّص مثلاً أو يقول قتلت: فأراً، ولو قال: قتلنا: فأراً لكان ذلك مستهجَناً لكونه منافياً لمقتضيات البلاغة.
وكذلك فإنَّ العربي يقول: شربتُ ماءً وأكلتُ ثريداً ولكنه حين يتزوج امرأةً ذات شرفٍ ومن ذوات النسب الرفيع فإنَّه يقول: نكحنا هنداً.