مفهوم قِصار السُوَر : [ سورة الفلق ]
( قُلْ أعوذُ بربّ الفلَق )
الإستعاذة بربّ المخلوقات التي تتكاثر بطريقة الفلْق [ الإنشطار إلى قسمين ] و هي البكتريا و الفيروسات ، لأنّ الفلْق : يعني الإشطار إلى قسمين ، لقوله تعالى : ( إنّ الله فالق الحبّ و النوى ) الأنعام 95 .
( منْ شـرّ مـا خلَق ) :
منْ شـرّ هذه المخلوقات التي تسبب فقط الأمراض و العدوى [ الفيروسات و الجراثيم هي شـرّ للإنسان ] .
( و مِنْ شـرّ غاسقٍ إذا وقَب ) :
ينشط عمل [ الفيروسات و الجراثيم ] في بداية الليل ( غاسقٍ إذا وقَب ) ، و ترتفع حرارة الأجسام المريضة في بداية الليل ، يقول المُتنبيّ عن الحُمّى :
و زائرتي كأنّ بهـا حـياء ......... فليْس تزورُ إلاّ في الظـلامِ
( و منْ شـرّ النفّاثات في العُقد ) :
يجب التمييز بين [ نفخ ] و بين [ نفَثَ ] ، فالنفْخُ يكون للهواء ، قال ذي القرنين : ( قال انفخوا ) الكهْف 96 ، بينما [ نفَثَ ] للسموم ، فنقول : [ تنفُثُ الأفعى السموم ] ، و لو كان المقصود بالآية [ نفْخ ] الساحرات في عُقد السحْر ، لكانت الآية [ منْ شرّ النفّاخات ] ، و إذا كانت الساحرات [ ينفخْن ] فقط ، فأين الساحرون الذكور .
المقصود منَ الآية :
أنّ الجراثيم و الكتريا ، بعد دخولها الجسْم تتمركز في [ العقد البلغميّة ] و غيرها ، ثُمّ [ تنفُثُ ] سُمومها لتُسبّب الأمراض ، و [ العقد البلغميّة ] عددها / 500 _ 600 / عقدة ، و هي [ القلاع ] للدفاع عن الجسم ، و تنشط في الالتهابات الشديدة .
( و منْ شـرّ حاسدٍ إذا حسد )
لمْ يقُل : [ منْ عين حاسد ] ، لأنّ العين ليس لها علاقة بالأذى ، لكنّ العين تنقل [ الصورة و المشهد ] الذي سيُحسدُ عليه ، فيُصْبحُ الحاسدُ [ شرّيراً ] و يُؤذي بعده [ بالشرّ ] ، لذلك قال : ( منْ شـرّ حاسد )
كلّ هذا و الله أعلم ، و لكم كل التحية و الاحترام و التقدير