تنتشر عصيَّاتُ السل الفعَّال من الأسناخ (الحويصلات الهوائية) عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي. ويمكن أن تغزو مناطق أخرى من الجسم، مثل الجلد أو الكليتين أو العظام أو الجهاز التناسلي أو الجهاز البولي.
وفي هذه الأماكن الجديدة يقتل الجهازُ المناعي الكثيرَ من العصيات، ولكنَّ ذلك يترافق أيضاً بموت الخلايا المناعية وبموت نسيج المنطقة المصابة أيضاً. تشكِّل الخلايا الميتة كتلاً تدعى الأورام الحبيبية، حيث يمكن للعصيات أن تبقى حيةً، ولكنَّها لا تنمو ولا تتكاثر.
الأعراض الأولى للسل الفعَّال هي:
نقص الوزن.
الحمَّى.
التعرُّق الليلي.
نقص الشهية.
قد تكون هذه الأعراض خفيفة عند بعض مرضى السل، وقد لا تظهر على بعض مرضى السل أيَّة أعراض.
ومع تلف المزيد من نسيج الرئة، وانتشار الأورام الحبيبية، تتشكَّل كهوف في الرئتين. ويمكن لهذه الكهوف أن تنفتحَ على المسالك الهوائية الكبيرة في الرئتين، وهذا ما يسمح لأعداد كبيرة من العصيات بالانتشار حين يسعل المريض.
ويزداد حجمُ الأورام الحبيبية في الرئتين، وقد تسبِّب المزيدَ من السعال وضيق النفس، مع إتلافها للمزيد من النسيج الرئوي.
كما يمكن أن تلتهم الأورام الحبيبية الأوعيةَ الدموية أيضاً، فتسبِّب نزفاً في الرئتين ينتج عنه خروج الدم مع البلغم.
أما أعراض السل الذي يغزو مناطق أخرى غير الرئتين، فتتنوَّع حسب العضو المصاب؛ فمثلاً، حين يصيب السل العمود الفقري، فإنَّه يسبب آلاماً شديدة أو تشوُّهات في الظهر.