خطة البحث
مقدمة
أولا القيم:
1ـ تعريف القيم
2ـ علاقة القيم ببعض المفاهيم
3ـ تقسيم القيم
4ـ أساليب قياس القيم
ثانيا الأدوار الاجتماعية:
1ـ تعريف الأدوار الاجتماعية
2ـ اختلاف الأدوار الاجتماعية
3ـ تعلم الأدوار الاجتماعية
4ـ صراع الأدوار الاجتماعية
خاتمة
المراجع
مقدمة
يعتبر موضوع القيم من المواضيع التي أولت لها العديد من العلوم بالبحث والدراسة كعلم الاجتماع والاقتصاد وعلم النفس الاجتماعي إلا أن نظرة هاته العلوم التي ذكرناها للقيم قد اختلفت بحيث يرى كل علم للقيم من جهة والقيم تمثل جانبا رئيسيا من ثقافة أي مجتمع ،فلقد اعتبرها بعض العلماء من المعايير الاجتماعية فما التعريفات التي قدمها علماء النفس الاجتماعيين للقيم؟وما تقسيماتها؟
أما الأدوار الاجتماعية فهي تتموضع في الجزء الثاني من بحثنا وهي التي يتوقع أن يقوم بها الأفراد في مجتمعهم بحيث تتحدد مكانته من خلالها وهي تختلف باختلاف العديد من المعايير فما هو مفهوم الأدوار الاجتماعية؟وكيف تتم عملية تعلمها؟
1ـ تعريف القيم:
تعددت تعريفات العلماء للقيم ولكن سنعرض بعضها فقط كالتالي:
شنيدر ويذهب في كتابه سيكولوجية المراهقة إلى أن القيمة هي دافع عقلي تحول إلى عامل عقلي ذات ومستمر نسبيا.
ومع ذلك فإن دراسته للقيم ترجع أهمية العوامل الانفعالية على العوامل العقلية في نشأة القيم وتطورها عند الإنسان.
تولمان هي استعداد ايجابي نحو نوع من الأشياء
هي أحكام يصدرها الفرد على العالم الإنساني والاجتماعي والمادي المحيط به.
أما عن تعليم القيم فهي نتاج اجتماعي يتعلمها الفرد ويتشربها ويكتسبها و يستدخلها ويضيفها إلى إطاره المرجعي تدريجيا من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.
القيم هي تلك العلاقات بين الإنسان والموضوعات التي يرى أن لها قيمة.
القيم عبارة عن تنظيمات معقدة لأحكام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص أو الأشياء أو المعاني سواء كان التفصيل الناشئ عن هذه التقديرات المتفاوتة صريحا أو ضمنيا.
القيم في معناها المجرد هي أي شيء أظاهرة أو سلوك قيمة الفرد نتيجة لتقديره أو تقويمه الخاص لهذا الشيء أو الظاهرة أو السلوك.
والقيم قد تكون قيم فردية أو قد تكون جماعية والقيم متعلمة بمعنى أنها مكتسبة وهي جوهر مثالي يؤثر ويتأثر والأفراد يختلفون في تحديدهم للقيم التي يعتقدون بها،فقد تكون القيم الجمالية أسبق من غيرها عند فرد وتكون القيم الدينية لها الأولوية عند آخر أي أن القيم تتباين في ترتيبها عند الأفراد.
2 ـ علاقة القيم ببعض المفاهيم:
القيم وعلاقتها بالحاجة:
الحاجة تنشأ عند الفرد عندما يفتقد شيئا ما وغالبا ما يكون هذا الشيء ذا أهمية كبيرة بالنسبة له.
إن القيم تعتمد على الحاجات الأساسية لذلك يعتبرون القيم تمثل حاجات أولية تنمو مع نمو الفرد لكي تصبح حاجات اجتماعية.
الدافع وعلاقته بالقيمة:
كثيرا ما يلاحظ الباحثون اختلافا بين مفهوم القيمة والدافع وعلى سبيل المثال ،ويلسون يعتبر الدافع للانجاز قيمة من ضمن القيم أما بنجسون فيرى أن القيم إذا أثرت في سلوك الفرد بحيث تجعله يختار أحد البدائل دون غيره فإنها في هذه الحالة تعتبر دافع.
فالقيمة تجعل الفرد يشعر بوجود عمل ما بينما في حالة الدافع فإن الفرد يشعر أنه يريد عمل شيء ما لا يتصف بالوجوب.
الاهتمام وعلاقته بالقيمة:
يرى بعض العلماء أن مفهوم القيمة هو نفسه مفهوم الاهتمام وقد وضع أحد العلماء معادلة كالتالي:
قيمة الشيء=الاهتمام الذي يحضى به الشيء.
فالقيمة ليست أكثر من اهتمامات معينة وهذه الاهتمامات قد تكون موجهة إلى أشخاص .
القيم والسمات:
تعتبر السمات من العناصر الأساسية في تكوين الشخصية والسمة هي صفة الشخص وهي ثابتة بعض الشيء ويمكن ملاحظة السمات كما يمكن قياسها وعلى سبيل المثال صفة الشجاعة تعتبر سمة.
ويرى بعض العلماء على أن القيمة ليست صفة لأن القيمة أكثر تحديدا كما يمكن أن تتغير.
3 ـ تقسيـــــــــــــم القيم:
القيمة السياسية:
ويعبر عنها اهتمام الفرد بالنشاط السياسي والعمل السياسي وحل مشكلات الجماهير ويتميز الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بالقيادة في نواحي الحياة المختلفة ويتصف بقدراتهم على توجيه غيرهم.
القيمة الدينية:
ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله إلى معرفة ما وراء العالم الظاهري فهو يرغب في معرفة أصل الإنسان ومصيره ويرى أن هناك قوة تسيطر على العالم الذي يعيش فيه ،وهو يحاول أن يصل نفسه بهذه القوة ويتميز معظم الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بإتباع تعاليم الدين في كل النواحي،ويتميز بعضهم بإشباع هذه القيمة فيطلب الرزق والسعي وراء الحياة الدنيا على اعتبار أن ذلك عمل ديني.
القيمة العلمية:
وهي القيمة القائمة على التجربة والاستقراء ويتميز الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بنظرة موضوعية نقدية ،معرفية تنظيمية ويكونون عادة من الفلاسفة والعلماء.
القيمة الاجتماعية:
ما يتصل بها مثل البحث عن الرفقاء وتجنب العزلة ومسايرة أسلوب الجماعة ويتميز الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بالعطف والحنان والإيثار وخدمة الغير.
القيمة الاقتصادية:
ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله إلى ما هو نافع ويتخذ من العالم المحيط به وسيلة للحصول على الثروة وزيادتها عن طريق الإنتاج والتسويق والاستهلاك واستفهام الأموال ويتميز الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بنظرة عملية يكونون عادة من رجال المال والأعمال.
القيمة الجمالية:
وما يتصل بها من تذوق للجمال سواء كان ذلك في مجال الرسم أو الموسيقى أو الابتكار أو الإبداع الفني.
ومن كل ما سبق يتبين أن القيم تقوم بدور هام في علاقة الفرد بالجماعة وأن هذه العلاقة يجب أن توضع في شكل يساعد على إشباع الأفراد ونمو الجماعات.
4 ـ أساليب قياس القيم:
هناك العديد من الأساليب المعتمدة لقياس القيم ولكننا سنتطرق البعض منها والمتمثلة فيما يلي:
المقابلة الشخصية:
استخدمت المقابلة أو الاختبار بشكل أكثر انتشارا في مجال قياس القيم والأحكام الأخلاقية.وقد اعتمد كوهلبرج في دراسته للأحكام الأخلاقية على تقديم عدد من القصص التي يشتمل كل منها على نوع من التعارض أو الصراع بين قيمتين من القيم الأخلاقية.
كما اعتمدت بعض الدراسات على تقديم مجموعة من الصور والرسومات للأطفال ثم يطلب منهم الإجابة عن سؤال مطروح أسفل الصورة.
تحليل المضمون:
استخدم هذا الأسلوب في مجال الكشف عن القيم من خلال تحليل لمضمون الرسالة وكان من أوائل المستخدمين له في هذا المجال رالف رايت 1947وقد كشفت الدراسة التي أقيمت لقيم عينة من الطلاب المصريين في خمس سنوات في الفترة ما بين 1957و1962كفاءة أسلوب تحليل مضمون السير الذاتية في الكشف عن القيم وتحديدها بدقة وكان من أهم نتائجها أن هناك اختلافا بين عينة 1957وعينة1962ويرجع ذلك لعامل الزمن فقد انخفضت أهمية بعض القيم في عام 1962 عن سنة1957ومنها الطاعة والاندماج مع الجماعة.
الاستخبارات:
وهي أكثر الطرق المستخدمة في قياس القيم
الأدوار الاجتماعية هي التوقعات المعرفة اجتماعيا التي يتوقع أن يحققها الفرد في أوضاع اجتماعية محددة ،فالدور الاجتماعي للطبيب على سبيل المثال يتضمن منظومة من أنماط السلوك التي يمارسها الأطباء في العادة بصرف النظر عما يحملونه من آراء وتوجهات شخصية.
ويميل بعض علماء الاجتماع ولا سيما أتباع المدرسة الوظيفية إلى اعتبار الأدوار الاجتماعية أجزاء ثابتة وغير متغيرة نسبيا من ثقافة المجتمع فهذه الأدوار تعتبر حقائق اجتماعية.ووفق هذا المفهوم فإن الأفراد يتعلمون التوقعات التي تكتنف المواقع الاجتماعية في ثقافتهم،ويؤدون هذه الأدوار بالشكل الذي عرفت عليه في الأساس والأدوار الاجتماعية لا تنطوي على احتمال التفاوض أو ضرورة الابتكار فهي تقدم وصفات واضحة لاحتواء سلوك الفرد وتوجيهه ومن خلال التنشئة الاجتماعية يتلقن الأفراد أدوارهم الاجتماعية ويتعلمون السبل الكفيلة بأدائها وتنفيذها.
غير أن مثل هذا الرأي يجانب الصواب في أكثر من موقع ،إذ يعتقد أنصار هذا الاتجاه أن الأفراد يرتدون أدوارهم دون أن يقوموا بالتفاوض أو بذل أي جهد ابتكاري لتطويرها.
1ـ تعريف الأدوار الاجتماعية:
وهي وظيفة الفرد في الجماعة التي تحد سلوكه ومكانته ومركزه ووضعه فيها.وفقا لمعايير الجماعة.
ويلاحظ انه ليس للفرد دور اجتماعي واحد بل تتعدد أدواره الاجتماعية حسب الجماعات المختلفة التي ينتمي إليها.
2ـ اختلاف الأدوار الاجتماعية:
تختلف الأدوار الاجتماعية في ضوء معايير هي:
الاختيار والجبر:
حيث نجد بعض الأدوار اختيارية وبعضها مفروض،فقد يختار الفرد دوره في العمل .
المكانة والشمولية:
فقد يكون الشباب مدبرا في جماعة وله مركز القيادة ولكنه مغلوب على أمره في أسرته.
تحديد السلوك
تختلف الأدوار في مدى تحديدها للسلوك فالأدوار العسكرية محددة دقيقا،بينما نجد بعض الأدوار غير محددة كدور الفرد في بعض المهن الحرة.
الاستمرار:
فهناك ادوار مستمرة كدور الرجل أو المرأة داخل المجتمع بينما هناك ادوار مؤقتة كالمجند لفترة محددة.
الأهمية والشهرة:
فدور الأم في الأسرة أهميته الخاصة بينما يكون دور الجارة محددا لا أهمية له بالنسبة لتلك الأسرة.
الصعوبة والسهولة:
فدور الموظف العادي دور سهل نسبيا لا يتطلب منه دور إلا القيام بعمل روتيني أما دور المدير فهو صعب يتطلب منه بذل جهد كبير.
3 ـ تعلم الأدوار الاجتماعية:
إن الفرد في نموه عليه أن يتعلم ادوار اجتماعية جديدة وعملية تعلم الأدوار الاجتماعية تتضمن الأسس والقواعد المعروفة في نظرية التعلم سواء عن طريق التعلم المقصود أو التعلم التلقائي العرضي وعملية التوحد والت تلعب دورا هام في الصدد يوسع فيها الفرد حدود ذاته لتتضمن أكثر من ذاته الطبيعة.
كما يكتسب الفرد الأدوار الاجتماعية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.
ويعتبر تعلم الأدوار عملية تعلم اجتماعي تكفل للمجتمع بقاءه واستمراره.
هذا ويجب ألا يكون هناك تعارض بين الشخصية الحقيقية وشخصية الدور،وإذا حدث تعارض كبير بينهما فإن ذلك يؤدي إلى فشل الفرد في قيامه بهذا الدور.
4 ـ صراع الأدوار:
قد ينجم صراع الأدوار من قيام الفرد بدورين مختلفين كلاهما يناسب مواقف معينة ولا يناسب مواقف أخرى.وقد يبرز هذا حينما يكون هذين الدورين متعارضين وهنا يجب ألا يتضارب سلوك الأدوار العديدة التي يقوم بها نفس الفرد وإذا حدث هذا فإنه قد يؤدي إلى تمزق وتصدع في شخصيته.
ويبدو صراع الأدوار كذلك عندما يحدث حراك اجتماعي للفرد سواء أكان هذا الحراك صاعدا أو هابطا كالانتقال من طبقة اجتماعية أخرى أعلى أو اقل من طبقته التي نشئ فيها أو تغير في دور ومكانة الفرد في الجماعة أو بتحوله إلى جماعة أخرى أو بتغير ظروفه المختلفة في المجالات المتنوعة (علميا ،اقتصاديا، سياسيا، وظيفيا..) فكل من يخرج عن دوره الاجتماعي يتعرض للضغط الاجتماعي الذي يكون عنيف مما قد يخلق الكثير من المشكلات التي قد ينسب إليها بعض أنواع الاضطراب النفسي.
خـــــــــــــــــــاتمة
وما نخلص إليه في ختام هذا البحث أن العلماء قد قدموا العديد من التعريفات للقيم كما أنها تختص بسمات معينة أهمها أنها مكتسبة وليست فطرية وهي ترتبط ببعض المفاهيم كمفهوم الحاجة باعتبارها حاجات أولية،علاقتها بالدافع ،والاهتمام بحيث يرى ألبورت أنها اهتمامات موجهة نحو أشخاص أو مواقف معينة.كما لاحظنا أن القيم تنقسم لعدة تقسيمات من بينها القيم الاقتصادية والاجتماعية ،أما عن أساليب قياس القيم فهي عديدة والتي من أهمها المقابل الشخصية وتحليل المضمون.
أما الأدوار الاجتماعية فهي تحدد مكانة الفرد وسط مجتمعه وهي تختلف حسب معايير محددة منها الاستمرار بحيث توجد أدوار مستمرة وأخرى مؤقتة ومعيار الاختيار والجبر وكذلك معيار السهولة والصعوبة...إلخ.
كما تتم عملية تعلم الأدوار من خلال التنشئة الاجتماعية وقد تتصارع هاته الأدوار.