في مقارنة بين حزب العدالة والتنمية التركي، وبين الحركات والأحزاب الإسلامية في العالم العربي، قال المفكّر المصري فهمي هويدي، إنّ ما يميّز الحزب التركي المذكور، هو أنّه يقدّم خدمة للمجتمع، عكس الأحزاب والحركات الإسلامية، التي يكتفي كثير منها بوعظ الناس.
ومضى هويدي قائلا، في مداخلة له خلال ندوة "أبعاد التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر: المشروع الرسالي لحركة التوحيد والإصلاح نموذجا"، يوم السبت بالرباط، أن الشعوب العربية "تلقّت ما يكفي من الوعظ، وتحتاج إلى من يقدّم لها خدمات تفيدها، وليس من يعظها فقط"، داعيا الحركات الإسلامية إلى الانتقال من تقديم الوعظ إلى تقديم الخدمات للناس".
ولم يكتفِ هويدي بانتقاد تركيز الحركات الإسلامية على الوعظ، بل انتقد أيضا عدم حرصها على تجديد أدبياتها الفكرية، بما يتلاءم مع العصر، وعدم انفتاحها على الواقع المعاش، قائلا "تجديد خطاب الحركات الإسلامية يحتاج إلى ممارسة، ولا يمكن للممارسة أن تتمّ من طرف أشخاص جالسين في غرفٍ مغلقة".
وعلى غرار ما ذهب إليه المفكّر التونسي عبد المجيد النجار، في ندوة التوحيد والإصلاح، حين دعا الحركات الإسلامية إلى الاهتمام بالقضايا الكبرى، دعا فهمي هويدي الحركات الإسلامية إلى أن يحْتلّ الدفاع عن الحريّة والديمقراطية صدارة أولوياتها، "لأنّه يشكّل عنْصر العمل الجمعيّ المشترك مع الآخر، بما يفضي إلى تحقّق المصلحة العامة".
وانتقد المفكّر المصري، تركيز الحركات الإسلامية على التفكير في المواضيع الجزئية، وإغفال التفكير في الديمقراطية بشكلها الشامل، والتي اعتبرها "الموضوع الأساس الذي يجب أن ينصبّ التفكير حوله"، داعيا الحركات الإسلامية إلى البحث في المشترَك مع الآخر، "حتى يشعر هذا الآخر بأنه جزء من هذه الحركات وهي جزء منه"، لافتا إلى أنّ الحركة الإسلامية لم تحقّق التواصل المنشود في هذا الصدد.
ودعا هويدي الحركات الإسلامية إلى مسايرة تطوّرات العصر، وما يعرفه من تطوّر على مستوى وسائل الاتصال الحديثة، قائلا إنّ الإسلاميين كانوا غائبين عن الفضاء الإلكتروني، وظلّوا يعتلون المنابر التقليدية، ولم يدْروا أنّ المنابر في العصر الحالي اختلفتْ".