على إيقاع لحْن واحد، تناوب رفاق الأمين العامّ لحزب الطليعة عبد الرحمان بنعمرو، على "جلْد" حكومة عبد الإله بنكيران، خلال انعقاد المؤتمر الإقليمي الثامن للحزب لجهة الرباط سلا زمور زعير مساء السبت بالرباط.
ففي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، انبرى الأمين العام لحزب الطليعةِ عبد الرحمان بنعمرو، على انتقاد الحكومة، متّهما إيّاها بالعجز عن محاربة الفساد داخل دواليب الدولة، وغياب الانسجام بين مكوّناتها، كما انتقد تدبيرها للشأن الانتخابي، قائلا إنّ الانتخابات الجماعية كان يجبُ أن تُجرى في السنة الماضية، عوض الانتظار إلى السنة القادمة، كما هو مقرّر لها.
بنعمرو انتقد أيضا، إلى جانب الحكومة، النظام السياسي القائم، قائلا إنّ الفساد والاستبداد لا زالا سائدين، في ظلّ هيمنة المؤسسة الملكيّة، وعدم الاحتكام إلى ما نصّ عليه الدستور، خصوصا في مجال الفصْل بين السلط، الذي اعتبره أساسَ الديمقراطية.
وشنّ محمد الحمري، في الكلمة التي ألقاها باسم الكتابة الإقليمية لحزب الطليعية بجهة الرباط سلا زمور زعير، هجوما لاذعا على الحكومة، قائلا إنّ شعار محاربة الفساد والاستبداد الذي رفعتْه "أظهر الواقع أنّه كان شعارا من أجل تضليل الرأي العام".
واستطرد الحمري أنّ شعار "لا ديمقراطية حقيقية في ظلّ الفساد والاستبداد"، الذي اختاره الحزبُ لمؤتمره الإقليمي الثامن "يختزل السياق الوطني الذي يعيشه المغرب، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا"، فمن الناحية السياسية، "دخل المغرب في حالة من الانتظارية، بعد المرحلة الأولى إبّان مرحلة التناوب التوافقي المخزني"، يقول المتحدّث.
ووصف الحمري حكومة بنكيران بـ"الحكومة المفعول بها، والعاجزة عن تفعيل ما جاء به الدستور، على عِلّاته"، وأضاف أنّ محاربة الفساد سقطتْ من اهتمامات الحكومة، "التي توجد أمام مؤسّسة ملكية متحكّمة، ما يعني أنّ المغرب يعيش ديمقراطية الواجهة، ببرلمان بدون سلطة، وحكومة باختصاصات صورية"، على حدّ تعبيره.
وعلى المنوال نفسه، سار ممثّل فدرالية اليسار، حيث انتقد، في الكلمة التي ألقاها حكومة بنكيران، التي وصفها بـ"الحكومة اللا شعبية التي ضيّعت على المغرب فرصة القطع مع الاستبداد، قائلا إنّ الدولة والحكومة تخلّتا عن الشعب، واصفا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بـ"المأزوم"، فيما قال محمد الحمري إنّ الحكومة "ليست سوى أداة لتنفيذ السياسة المخزنية".
الأحد يونيو 15, 2014 1:04 pm
