G-SHOCK ساعة لا يحطم الزمان شعبيتها
لقد مر ما يقارب الثلاثة عقود على ابتكار الـ G-Shock، ومنذ ذلك الحين غدت هذه الساعة تغزو أرجاء الأرض برا وبحرا وجوا وحتى الصحارى. إن سر الشعبية المتواصلة لهذه الساعات يكمن في الروح الحرفية التي يبعثها الصناع فيها ليجعلوها قوية ومتينة وعملية.
التريبل ١٠
لقد مر ٢٨ عاما على ولادة الـ G-SHOCK من قبل شركة كاسيو للحواسيب. كانت فكرة المخترع (إيبي كيكوؤو) الدافع وراء صنع ساعة يد غير قابلة للكسر . تم صنع ساعة تريبل ١٠ من قبل فريق عمل ”تاف“ والذي تألف من ٨ أشخاص يترأسهم إيبي، وتأتي تسمية الساعة من ميزاتها الثلاث وهي: قوة التحمل ضد السقوط من ارتفاع ١٠م وتحمل ضغط ١٠ بار وعمر بطاريتها يدوم لـ ١٠ سنوات.
واجه فريق العمل صعوبات عديدة. وكان إيبي يرمي بساعاته إلى الشارع من حمام الطابق الثالث لمبنى الشركة وكان يكرر هذه العملية مرات عديدة ولم تكلل محاولاته بالنجاح حيث أنه رمى أكثر من ١٠٠ ساعة.
ولكن في أحد الأيام استوحى الحل من طفله وهو يلعب بالكرة المطاطية. وخطر في باله حينها أن يجعل قلب الساعة يطفو كما تطفو الكرة في الهواء بعد وثبها. فقد كان جل إهتمام إيبي من قبل منصبا على كيفية تقوية الغلاف الخارجي الواقي لقلب الساعة ولكنه توقع أن الطريقة الجديدة ستحمي قلب الساعة من الصدمة حتى لو تعرض القالب الخارجي للصدمات. وراهن على نجاح هذه الطريقة فقام بتثبيت نقاط من قلب الساعة بالقالب الخارجي بدلا من لصق القلب بالقالب وبذلك بدا وكأن قلب الساعة يطفو في الهواء. ومنذ ذلك الحين فإن جميع الساعات تستخدم نفس المبدأ للحماية من الصدمات.
وفي عام ١٩٨٣ وبعد العديد من التجارب تم إنهاء التصميم الأول وأطلق عليه DWـ5000ـC1 (الصورة الأولى في صورة الترتيب الزمني)
البداية الصاعقة للساعات في الولايات المتحدة
استحوذت الـ G-SHOCK التي أحدثت ثورة في عالم ساعات اليد على الإهتمام في الولايات المتحدة في أول الأمر. وكانت مبيعاتها في اليابان ضعيفة بسبب رواج الساعات الأنيقة الخفيفة وعدم اهتمام الناس بالساعات الرقمية العملية المتينة. ولكي يتمكنوا من إقناع الجمهور الأمريكي بمدى متانة تلك الساعات تم عرض دعاية تلفزيونية استبدلوا فيها قرص الهوكي بالساعة وتم ضرب الساعة بعنف بعصا الهوكي.
أحدثت هذه الدعاية ضجة وشكك الناس بها وظنوا بأنهم استخدموا الخدع البصرية وانهالوا عليهم بوابل من التساؤلات حول الساعة وحتى أنه تم تخصيص فقرة بالأخبار للتحقق من مصداقية الدعاية. وكما في الدعاية تم تصوير الساعة وهي تتلقى الصدمة وما إن تم التأكد من صحة التوقيت على الساعة حتى زاع صيت هذه الساعة في أرجاء الولايات المتحدة. وانتقلت بعد هذا النجاح الباهر في أمريكا لتغزو اليابان بشعبيتها.
وفي التسعينات أطلق تصميم جديد هو DW6000 كان يرتدى من قبل المتزلجين على الألواح (السكيت بورد). إن متانة الساعة وخاصيتها المضادة للصدمات والماء كانت ملائمة تماما لأسلوب حياة المتزلجين. واستقطبت هذه الساعة جيل الشباب بإقرانها بعالم الموضة والموسيقى وازدادت بذلك شعبيتها بشكل كبير. حسب ما يقوله مخطط المنتجات في قسم التصنيع للشركة سايتو شوجي.
ساعات ترضي المهنيين
ومع بداية التسعينات بدأت الشركة بتصنيع ساعات للمحترفين فبالإضافة إلى الخاصية المضادة للصدمات تم تزويدها بخاصيات لتتحمل الظروف القاسية. فسلسلة ”مان“ (الرسمة الثالثة) صممت خصيصا لتتلاءم مع حاجات المحترفين في كافة المجالات مثل الغواصون والطيارون وميكانيكيي السباقات. وطورت هذه السلسلة ليتوصلوا لسلسلة ”ماستر أوف جي“ الموجودة حاليا. وأيضا في عام ١٩٩٥ تم إضافة خاصية التوهج بالظلام بواسطة مصباح ضوء صغير جدا. وذلك باستخدام عنصر الـ EL الذي عندما يمر فيه تيار يتوهج. وهكذا جعل الرؤية واضحة حتى في الظلام.
وأضيف أيضا إلى الشاشة شريحة تسبب بظهور رسوم شفافة (كرسمة حوت) عند تشغيل ضوء الساعة. وفي عام ١٩٩٤ تم إنتاج سلسلة ساعات مستقلة عن سابقاتها عرفت بـ Baby-G موجهة لجمهور الجنس اللطيف (موجودة في الرسمة الرابعة)
حقائق عن الـ G-SHOCK
هناك أكثر من ٢٠٠٠ نوع حتى الآن
ولاتتضمن هذه الأنواع الألوان (بيانات عام ٢٠٠٧).
عدد الساعات المباعة حتى عام ٢٠٠٩ (٥٠ مليون ساعة).
من المشاهير الذين ارندوا ساعات G-SHOCK:
إمينيم و كولد بلاي في الفيديو الموسيقي الخاص بهما وارتدى كانيي وسيت الساعة عندما حضر حفل SHOCK The World في نيويورك، وأيضا ظهرت الساعة على يد الممثل كيانو ريفز في فيلم ”سبيد“.
تم بيع الساعة في ٩٦ دولة مختلفة.
خاصيات القرن الواحد والعشرين
لم يتوقف طموح الصناع عند هذا الحد، ففي عام ٢٠٠٢ تم الإعلان عن ساعات The G القادرة على الشحن باستخدام الطاقة الشمسية وحتى بطاقة ضعيفة كأضواء النيون وبنفس الوقت يمكن تصحيح التوقيت بسهولة باستخدام أجهزة استقبال للإشارات كهرومغناطيسية. وطورت هذه الساعات لتستقبل بشكل تلقائي ٦ قنوات من الإشارات الكهرومغناطيسية المعيارية ”الملتي باند ٦“ التي تبث في كل من اليابان وأمريكا الشمالية وأوروبا والصين وغيرها من دول العالم.
في عصر الموضة الحالي لم تعد الساعات العملية فحسب تفي بالغرض بل يسعى المصممون لصنع ساعات تواكب موضة الشباب ليتمكنوا من إرتدائها كنوع من الزينة. فقد تم إصدار ساعات تحمل اللون الزهري بهذه الطريقة وبالتركيز على الموضة يتم استدراج الشباب ليتمتعوا بميزات الساعة المتعددة وليقربوا هذا الجيل إلى عالم الساعات بعد أن بدأ يبتعد عنها تدريجيا. ولذلك الغرض استعانوا بماركات عالمية ومحلية كـ ”ستوسي“ و”بلاك فلاي“ وأيضا بمصممي الأزياء والفنانين. يشدد إيتو على قوله :”لقد ازداد عدد الأنواع والتصاميم ولكننا مازلنا نصنعها بناء على مبادئنا الأساسية ألا وهي المتانة وخاصية عزل الماء. وبسبب ثباتنا وإصرارنا على هذه المبادئ استطعنا أن نصل بالـ G-SHOCK إلى هذه الراحل المتقدمة“.
تصميم خاص براكب درجات الـ BMX نيجل سيلفستر
الروح الحرفية تتجاوزعتبة الزمان والمكان
استطاعت الـ G-SHOCK بتصاميمها المختلفة أن تصبح المنتج المرغوب من قبل جميع الأعمار. وازدادت مبيعاتها في اليابان بشكل هائل لتتجاوز مبيعاتها في التسعينيات. يقوم المخترع إيبي كوكيؤو كونه الأب الروحي للساعات المضادة للصدمات بجولات حول العالم لينشر روعة هذه الساعات فأقام لدى زيارته للندن ونيويورك حدثا بعنوان ”Shock The World“ وكان في بعض الأحيان يتخلل الحدث عرضا لرمي الساعات على الحائط.
إيبي في حفل بلندن عام ٢٠٠٩ وهو يظهر للجماهير مدى متانة ساعات الـ G-SHOCK
لا تقتصر شعبية الـ G-SHOCK على اليابان و أمريكا الشمالية وأوروبا بل تتعداها لتصل إلى بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية وجنوب شرق آسيا. وفي المستقبل القريب ستنشر في الصين ودول الشرق الأوسط لتصبح ماركة عالمية دون منازع. لقد أصبحت هذه الساعات الفريدة بمتانتها معيارا عالميا بفضل عزيمة الصناع. في ألبوم الصور المعروض في الأسفل يمكن رؤية بعض تصاميم الـ G-SHOCK.
انظر إلى الصور أدناه للاطلاع على نماذج ساعات G-SHOCK الموجودة حالياً في السوق الياباني.