بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في لندن عاصمة المملكة المتحدة وفي إحدى قاعات جامعة أوكسفورد العالمية المعروفة جرت أحداث
هذه المناظرة بين المحاضر الأستاذ الدكتور (البروفيسور) الملحد وبين طالب مسلم مستجد .
وقف بروفيسور علم الفلسفة (الملحد) في جامعة أوكسفورد أمام فصله و طلب من أحد طلبته
المستجدين أن يقف.
البروفيسور: أنت مسلم، أليس كذلك، يا بني؟ .
الطالب المسلم: نعم، يا سيدي .
البروفيسور: لذا أنت تؤمن بالله؟ .
الطالب المسلم: تماماً .
البروفيسور: هل الله خيّر؟ . (من الخير و هو عكس الشر)
الطالب المسلم: بالتأكيد! الله خيّر .
البروفيسور: هل الله واسع القدرة ؟ هل يمكن لله أن يعمل أي شيء ؟ .
الطالب المسلم: نعم .
البروفيسور: هل أنت خيّر (رجل خير) أم شرير؟ .
الطالب المسلم: القرآن يقول بأنني شرير .
يبتسم البروفيسور ابتسامة ذات مغزى.
البروفيسور: آه ! القرآن .
أخذ يفكر للحظات.
البروفيسور: هذا سؤال لك. دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن تعالجه.
و أنت في استطاعتك أن تفعل ذلك. هل تساعده؟ هل تحاول؟
الطالب المسلم: نعم سيدي، سوف أفعل .
البروفيسور: إذا أنت خيّر....!
الطالب المسلم: لا يمكنني قول ذلك.
البروفيسور: لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض و معاق عندما
تستطيع ..... في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إذا استطاع ...... لكن الله لا يفعل ذلك.
الطالب المسلم: (لا إجابة) .
البروفيسور: كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟
يهمهم البروفيسور بهدوء ويقول؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك؟
الطالب المسلم: (لا إجابة).
الرجل العجوز – البروفيسور – بدأ يتعاطف.
البروفيسور: لا, لا تستطيع, أليس كذلك؟ .
يأخذ رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاً للاسترخاء.
في علم الفلسفة, يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين.
البروفيسور: دعنا نبدأ من جديد, أيها الشاب.
البروفيسور: هل الله خيّر؟
الطالب المسلم: يتمتم..... نعم.
البروفيسور: هل الشيطان خيّر؟
الطالب المسلم: لا .
البروفيسور: من أين أتى الشيطان؟
الطالب المسلم يرتبك ويتلعثم.
الطالب المسلم: من... الله....
البروفيسور: هذا صحيح. الله خلق الشيطان, أليس كذلك؟
يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبة وهم متكلف الابتسامة.
البروفيسور: أعتقد أننا سنحصل على الكثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي.
سيداتي و سادتي ، ثم يلتفت للطالب المسلم.
البروفيسور: أخبرني يا بني, هل هناك شر في هذا العالم؟
الطالب المسلم: نعم , سيدي.
البروفيسور: الشر في كل مكان, أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء ؟
الطالب المسلم : نعم .
البروفيسور: من خلق الشر؟
الطالب المسلم: (لا إجابة).
البروفيسور: هل هناك أمراض في هذا العالم؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟
كل الأشياء الفظيعة - هل تتواجد في هذا العالم؟
يتلوى الطالب المسلم على أقدامه: نعم.
البروفيسور: من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟
الطالب المسلم: (لا إجابة).
يصيح الأستاذ فجأةً في طالبه.
البروفيسور: من الذي خلقها ؟ أخبرني.
بدأ يتغير وجه التلميذ المسلم.
البروفيسور بصوت منخفض: الله خلق كل الشرور, أليس كذلك يا بني؟
الطالب المسلم : (لا إجابة).
الطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرة ولكنه يفشل.
فجأة المحاضر يبتعد متهاديا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن. سُحِر الفصل.
البروفيسور: أخبرني؟ استأنف البروفيسور, كيف يمكن أن يكون هذا الإله خيّراً
إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟
البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم.
البروفيسور: كل الكرة, الوحشية, كل الآلام, كل التعذيب, كل الموت والقبح
وكل المعاناة خلقها هذا الإله، موجودة في جميع أنحاء العالم, أليس كذلك, أيها الشاب؟
الطالب المسلم: (لا إجابة).
البروفيسور: ألا تراها في كلّ مكان؟ هاه؟
البروفيسور يتوقف لبرهة: هل تراها؟
البروفيسور يحني رأسه في اتجاه وجه الطالب ثانيةً ويهمس.
البروفيسور: هل الله خيّر؟
الطالب المسلم : (لا إجابة).
البروفيسور: هل تؤمن بالله يا بني؟
صوت الطالب يخونه ويتحشرج.
الطالب المسلم: نعم, يا بروفيسور. أنا أؤمن بالله.
يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياً.
البروفيسور: يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف وتلاحظ العالم من حولك, أليس كذلك؟
البروفيسور: هل رأيت الله؟
الطالب المسلم: لا يا سيدي لم أره أبداً.
البروفيسور: إذا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلهك؟
الطالب المسلم: لا يا سيدي, لم يحدث.
البروفيسور: هل سبق و شعرت بإلهك, تذوقت إلهك أو شممت إلهك ...?
فعلياً هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع؟
الطالب المسلم: (لا إجابة).
البروفيسور: أجبني من فضلك.
الطالب المسلم: لا يا سيدي , يؤسفني أنه لا يوجد لدي إجابة.
البروفيسور: يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟
الطالب المسلم: لا يا سيدي.
البروفيسور: ولا زلت تؤمن به؟
الطالب المسلم: ... نعم ...
البروفيسور: هذا يحتاج لإخلاص! البروفيسور يبتسم بحكمة لتلميذه.
البروفيسور: طبقاً لقانون التجريب والاختبار، وبروتوكول علم ما يمكن إثباته
يقول بأن إلهك غير موجود. ماذا تقول في ذلك, يا بني؟ أين إلهك الآن؟
الطالب المسلم: لا يجيب.
البروفيسور: اجلس من فضلك.
يجلس الطالب المسلم ... مهزوماً.
( هناك فرق بين المسلم الضعيف والمسلم القوي، المسلم المثقف الواعي المنطقي والمسلم الجاهل)
( لنرى كيف سوف يدافع المسلم الآخر عن عقيدته ودينه بحكمته وعلمه وثقافته وقوة إيمانه وعقيدته )
مسلم أخر يرفع يده: بروفيسور, هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟
البروفيسور يستدير و يبتسم.
البروفيسور: آه , مسلم أخر في الطليعة! هيا, هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة إلى هذا الاجتماع.
يلقي المسلم نظرة حول الغرفة ويقول: لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي. والآن لدي سؤال لك.
الطالب المسلم : هل هناك شيء كالحرارة؟
البروفيسور يجيب: نعم هناك حرارة.
الطالب المسلم: هل هناك شيء كالبرودة؟
البروفيسور: نعم يا بني يوجد برودة أيضاً.
الطالب المسلم: لا يا سيدي لا يوجد.
ابتسامة البروفيسور تجمدت. فجأة أصبح المكان مشحوناً.
المسلم الثاني يكمل: يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة وحتى حرارة أكثر, حرارة عظيمة, حرارة ضخمة, حرارة درجة الانصهار, حرارة بسيطة أو لا حرارة و لكن ليس لدينا شيء يدعى "البرودة" يمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر, و هي ليست ساخنة, لكننا لن نستطيع تخطي ذلك. لا يوجد شيء كالبرودة, و إلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي, البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة. نحن لا نستطيع قياس البرودة. أما الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة. البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي, إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة.
سكوت وصمت يعم الفصل. صوت خافت يصدر في مكان ما من الفصل.
الطالب المسلم: هل يوجد شيء كالظلام, يا بروفيسور؟
البروفيسور: نعم......
الطالب المسلم: أنت مخطئ مرة أخرى، يا سيدي. الظلام ليس شيئا محسوساً, إنها حالة غياب شيء آخر. يمكنك الحصول على ضوء منخفض, ضوء عادي, الضوء المضيء, بريق الضوء ولكن إذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء وهذا يدعى الظلام, أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة. في الواقع , الظلام غير ذلك, و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر و أن تعطيني برطمان منه.
هل تستطيع أن تعطيني برطمان (جزء) من ظلام مظلم يابروفيسور؟
مستحقراً نفسه, البروفيسور يبتسم للوقاحة الشابة أمامه.
هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً.
البروفيسور: هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك, يا فتى؟
الطالب المسلم: نعم يا بروفيسور. نقطتي هي, إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ.
يهتز كيان البروفيسور وكأنه تسمّم.
البروفيسور: فاسد....؟ كيف تتجرأ...!
الطالب المسلم: سيدي, هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟
الفصل كله آذان صاغية.
البروفيسور يبذل مجهوداً جدير بالإعجاب لكي يستمر تحكمه (طبعا لو أن المدرس عربيا لطرده من القاعة وربما من الجامعة).
البروفيسور: تشرح... آه... اشرح...
فجأة بأسلوب لطيف يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب.
الطالب المسلم: أنت تعمل على افتراض المنطقية الثنائية.
المسلم يشرح: ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة ومن ثم هناك ممات؛ إله خيّر وإله سيئ. أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود ومحسوس, شيء يمكننا قياسه.
سيدي, العلم لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء و المغناطيسية ولكنها لم تُر أبداً, ناهيك عن فهمهم التام لها. لرؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس. الموت ليس العكس من الحياة, هو غيابه فحسب.
الفتى يرفع صحيفة عالياً أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها.
الطالب المسلم: هذه أحد أكثر صحف الفضائح تقززاً التي تستضيفها هذه البلاد يا بروفيسور.
هل هناك شيء كالفسق والفجور؟
البروفيسور: بالطبع يوجد, أنظر...... ، قاطعه الطالب المسلم
الطالب المسلم: خطأ مرة أخرى يا سيدي. الفسق و الفجور هو غياب للمبادئ الأخلاقية فحسب. هل هناك شيء كالظُلم؟ لا. الظُلم هو غياب العدل. هل هناك شيء كالشر؟
الطالب المسلم يتوقف لبرهة أليس الشر هو غياب الخير؟
اكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر. هو الآن غاضب جداً وغير قادر على التحدث.
الطالب المسلم يستمر إذاً يوجد شرور في العالم, يا بروفيسور, و جميعنا متفقون على أنه يوجد شرور, ثم أن الله, إذا كان موجوداً, فهو أنجز عملا من خلال توكيله للشرور. ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريتنا الشخصية سوف نختار الخير أم الشر.
أُلجم البروفيسور وقال: كعالم فلسفي, لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري؛ كواقعي, أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته.
الطالب المسلم: كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة.
الطالب المسلم: الجرائد تجمع بلايين الدولارات من رواياتها أسبوعياً!
أخبرني يا بروفيسور. هل تدرّس تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟
البروفيسور: إذا كنت تقصد العملية الارتقائية الطبيعية يا فتى, فنعم أنا أدرس ذلك.
الطالب المسلم: هل سبق و أن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟
يصدر البروفيسور صوت رشف وطقطقة بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقاً صامتاً متحجراً.
الطالب المسلم: بورفيسور, بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل ولا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر, وبما أنك تدرّس آرائك يا سيدي؟
إذاً فأنت لست بعالم و إنما قسيساً؟
البروفيسور: سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية. الآن هل انتهيت؟ البروفيسور يصدر فحيحاً.
الطالب المسلم: إذاً أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟
البروفيسور: أنا أؤمن بالموجود - و هذا هو العلم...!
الطالب المسلم : آها ! العلم! وجه الطالب ينقسم بابتسامة.
الطالب المسلم : سيدي, ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية , والعلم أيضاً فرضيات فاسدة .
البروفيسور: العلم فاسد...؟؟؟؟؟ البروفيسور متضجراً.
الفصل بدأ يصدر ضجيجاً, توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج.
الطالب المسلم: لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ, هل يمكن لي أن أعطي مثالا لما أعنيه؟
البروفيسور بقي صامتا بحكمة. المسلم يلقي نظرة حول الفصل.
الطالب المسلم : هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟
اندلعت الضحكات بالفصل.
التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه البروفيسور العجوز المتهاوي.
الطالب المسلم: هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور,
أحس بعقل البروفيسور, لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟؟؟
يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك.
يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياً.
الطالب المسلم : يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسور إحساساً من أي نوع. حسناً, طبقاً لقانون التجريب والاختبار وبروتوكول علم ما يمكن إثباته وما هو مقتنع به البروفيسور, فإنني أعلن:
أن هذا البروفيسور لا عقل له .
الفصل تعمّه الفوضى .
التلميذ المسلم يجلس منتصراً... لأن هذا هو سبب وجود الكرسي